الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين على أمور الدنيا والدين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وإمام المقسطين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
تعتبر الدراسات الشرعية والقانونية من أهم التخصصات المعاصرة التي تلبي احتياجات مجتمعاتنا الإسلامية، وتحافظ على هويتها الإسلامية وإرثها النبوي.
وتتأكد أهميتها في الزمن الحاضر الذي تزايدت فيها الهجمات على الشريعة الإسلامية وتنوعت، وكثر الطعن فيها واتهامها بالجمود وعدم صلاحية الحكم بها.
وكما تبرز أهمية هذا التخصص؛ خصوصية الواقع التشريعي اليمني والقوانين اليمنية، وغيرها من التشريعات العربية والإسلامية؛ وذلك بارتباطها بالشريعة الإسلامية الغراء، فقد نص الدستور اليمني النافذ في المواد (1،2،3): على أن الجمهورية اليمنية دولة إسلامية، وعلى أن الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات، وبمثله نصت بعض الدساتير العربية والإسلامية.
ولتزايد دعوات وحملات التغريب للأنظمة العربية والإسلامية، والتحديات التي تواجه واقعها التشريعي، والمشكلات التي تعاني منها؛ فقد حرصت جامعتنا المباركة - إن شاء الله - جامعة الوسطية الشرعية للعلوم الإسلامية والإنسانية، منذ نشأتها على إنشاء قسم الشريعة والقانون بكلية العلوم الشرعية والقانونية، ووضعت خططه وبرامجه التدريسية، وانتقت كادره التدريسي من أهل الخبرة والمكانة العلمية من الدكاترة والأساتذة ؛ ورؤيتها في ذلك الريادة والتميز في تدريس العلوم الشرعية والقانونية والبحث العلمي، وتحقيق أهداف القسم المنشودة وأهمها:
- إعداد الكوادر المؤهلة معرفيا وبحثيا؛ لرفد احتياجات المجتمع للمختصين في العمل في المجال الشرعي والقانوني: القضاء، المحاماة، الإفتاء الشرعي، التدريس، الوعظ والإرشاد، والاستشاريين القانونيين في القطاعات العامة والخاصة، ورفع مستوى الوعي الشرعي والقانوني فيها.
- انجاز الأبحاث العلمية القانونية ومقارنتها بالفقه الإسلامي، مع التأصيل الشرعي في القضايا المعاصرة؛ بغية الوصول إلى رأي فقهي صحيح؛ يحقق المصلحة العامة ومصالح الأفراد والموازنة بينها، بما يتوافق مع مصادر ومقاصد شريعتنا الإسلامية؛ ليسترشد بها المقنن اليمني وغيره من التشريعات وأهل الاختصاص في وضع التشريعات وإصدار القوانين.
- مواكبة التطورات التقنية والتنظيمية، وعقد واستثمار الشراكات مع المؤسسات العلمية والأكاديمية وغيرها في الداخل والخارج، وتبادل الخبرات والتجارب؛ لتنمية المجال العلمي والأكاديمي تنمية مستدامة.
وفي سبيل تحقيق أهداف القسم المنشودة؛ حرصنا على الجمع بين الجانب النظري والجانب التطبيق في العملية التدريسية؛ وذلك من خلال تنوع أساليبها بإلقاء المحاضرات، والتكليفات البحثية، وتنفيذ نزولات ميدانية للمؤسسات الشرعية والقانونية، وتقرير المواد التدريبية؛ لرفع المستوى المعرفي للطلاب.
وكما نهجنا تحقيقا لأهدافنا الجمع بين الأصالة سندا وتربية وبين المعاصرة أكاديمية؛ سعيا لترسيخ منهج الوسطية الشرعية والاعتدال، ونبذ الغلو والتطرف والإرهاب، النابع من معين مدرستنا الصافي العذب الشافي مدرسة حضرموت؛ لنعيد - بإذن الله - دورها السابق في نشر منهج السلامة والقيم والأخلاق الإسلامية في أصقاع المعمورة، في زمن الأمة فيه بأمس الحاجة إليها وإلى من ينقذهم مما هم فيه من تخبط وغفلة، ويجمعهم بعد شتات وفرقة؛ ومما حل بهم من أزمات وصراعات وتبعية وغلبة.
نسأل الله فرجا عاجلا، وصلاحا شاملا للإسلام والمسلمين.
د. عبدالرحمن بن علي بن موسى الحبشي
رئيس قسم الشريعة والقانون بكلية العلوم الشرعية والقانونية